في عالم الطب شيئ يسمى «التأثير الإيجابي للدواء الوهمي» placebo effect..
فبعض المرضى يشعرون بالتحسن.. وتزول آلامهم.. بمجرد تناولهم الدواء الذي يصفه لهم الطبيب..
وفي الدراسات الطبية تُعطى مجموعةٌ من المرضى دواء وهمياً لا يحتوي على أية مادة كيميائية فعالة .. بل ربما تكون قطعةً من النشا أو السكر على هيئة حبة دواء.. ومع ذلك فهناك نسبة من المرضى تتحسن بهذا الدواء "الوهمي"!..
وبالمقابل.. هناك ما يسمى «التأثير السلبي الوهمي للدواء» nocebo effect.. فقد يشكو المريض من الأعراض الجانبية... للدواء عندما يُخبره الطبيبُ أن هذا الدواء يمكن أن يسبب هذا التأثير .. وحتى ولو تناول المريضُ دواء وهمياً ..
فمن المعروف أن دواءً ما يسبب ضعفاً جنسياً عند 3% من المرضى الذين يتناولونه.. فلو أخبر الطبيبُ مريضه أن هذا الدواء يمكن أن يسبب ذلك.. لارتفعت نسبة حدوث الضعف الجنسي إلى 31%!..
وهناك قناعة صحيحة لدى الأطباء بضرورة إخبار المريض عن حالته الصحية بكل شفافية ..فهذا من حق المريض..
لكن بعض المرضى قد لا يساعدهم قول الحقيقة لهم بهذا الأسلوب..
وإذا لم يُخبر الطبيبُ مريضَه عن الآثار الجانبية المحتملة للدواء يكون قد تصرف تصرفاً غير أخلاقي..
ومن جهة أخرى.. فلو أخبر الطبيبُ مريضَه بكل شيء.. فقد يتسبب له في بعض المشاكل..
فعلى الطبيب أن يزن كلامه الذي يتفوه به لمرضاه بدقة متناهية..ويدرس نفسية مريضه .. ويعرف مَنْ مِنَ المرضى مَنْ يتضرر من إخباره بكل شيء..
هذا ما جاء في المقال الذي كتبتُه بالإشتراك مع الأستاذ الدكتور محمد علي البار والدكتور ماجد شمسي باشا.. والذي نُشر في مجلة Avicenna Medical Journal والتي تصدر في الولايات المتحدة