ساعة من وقتك

مشاهدات : 9246
عاد الأب إلى بيته متأخراً من عمله كالعادة وقد أصابه الإرهاق والتعب، وجد ابنه الصغير ينتظره عند الباب..
الإبن :هل لي أن أطرح عليك سؤالاً ياأبي؟
الأب :طبعاً.. تفضل..
الإبن :كم تكسب من المال في الساعة يا أبي؟
الأب غاضباً:هذا ليس من شأنك، ما الذي يجعلك تسأل مثل هذه الأسئلة السخيفة؟
الإبن :فقط أريد أن أعرف.. أرجوك يا أبي أخبرني كم تكسب من المال في الساعة؟
الأب: إذا كنت مصرّاً... 30 دينار في الساعة..
الإبن : ممكن تقرضني 10 دنانير من فضلك يا أبي؟
الأب ثائراً: إذن كنت تريد أن تعرف كم أكسب من المال لكي أعطيك 10 دنانير تنفقها على الدمى السخيفة والحلوى!!، إذهب إلى غرفتك و نمْ فأنا أعمل طوال اليوم وليس لدي وقت لهذه التفاهات..
لم ينطق الولد بأي كلمة، نزلت دمعة من عينه وذهب إلى غرفته لكي يخلد إلى النوم..
وبعد ساعة من الزمن شعر الأب بأنه كان قاسياً مع طفله، فربما كان الصبي بحاجة للدنانير العشرة..
ذهب إلى غرفة ابنه، وفتح الباب.. ثم قال:هل أنت نائم؟
فردّ الإبن:لا يا أبي مازلت مستيقظاً..
قال له أبوه: لقد كنت قاسياً معك.. كان اليوم طويلاً وشاقاً.. تفضل فهذه العشرة دنانير التي طلبتها..
فرح الإبن فرحاً شديداً.. لكن الأب فوجئ بالصغير يأخذ مجموعة من الدنانير من تحت الوسادة ويضعها مع هذه العشرة دنانير.
غضب الأب وسأله :لماذا طلبتَ مالاً ما دمتَ تملك المال؟
ردّ الابن ببراءة :لم يكن لدي مايكفي..أما الآن فقد أصبح لدي 30 ديناراً... أريد أن أشتري بها ساعة من وقتك نقضيها سوياً!!
كم منا من آباء وأبناء لا يعلم قيمة تلك الأوقات التي نقضيها معاً إلا عند رحيل أحدهم؟
 
 
 



نشر